منصة السلامة والصحة المهنية

كلمة رئيس الشعبة

مع تسارع وتيرة التطور الصناعي والتقني، شهد العالم ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الحوادث والأمراض المهنية، الأمر الذي يشكّل تحدياً كبيراً أمام اقتصادات الدول ومؤسساتها نظراً للكُلف المباشرة وغير المباشرة المترتبة على هذه الإصابات. ومن هذا المنطلق، أصبحت السلامة والصحة المهنية عنصراً أساسياً من عناصر الإدارة الحديثة، وركيزة لا تقل أهمية عن الإدارة المالية أو الإنتاجية أو التسويقية،

بما يضمن استدامة الأداء وتحقيق الأهداف المؤسسية. فالسلامة والصحة المهنية لا تقتصر على كونها مجموعة من الإجراءات والتعليمات، بل تمثل منظومة متكاملة تهدف إلى حماية الإنسان والحفاظ على الممتلكات، من خلال توفير بيئة عمل وتعليم آمنة وصحية وخالية من المخاطر ومسببات الحوادث والأمراض المهنية. ومن خلال هذا الإطار، تتحقق معادلة مهمة تتمثل في تعزيز صحة الأفراد ورفع كفاءتهم وإنتاجيتهم، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على جودة المخرجات المؤسسية والمجتمعية.

وانطلاقاً من هذه الرؤية، تم تأسيس شعبة السلامة والصحة المهنية في جامعة الشرق الأوسط لتكون أحد المحاور الرئيسة في بناء ثقافة مؤسسية قائمة على إدارة المخاطر والتخطيط الوقائي، بما يجعل من السلامة والصحة المهنية جزءاً لا يتجزأ من جميع الأنشطة والعمليات داخل الحرم الجامعي. وتعمل الشعبة من خلال برامجها ومبادراتها على مواءمة أهداف الجامعة، لاسيما الأهداف المتعلقة بالصحة الجيدة، والتعليم الجيد. كما تنسجم جهود شعبة السلامة والصحة المهنية مع الخطة الاستراتيجية لجامعة الشرق الأوسط، التي تضع ضمن أولوياتها توفير بيئة تعليمية وبحثية آمنة وصحية ومستدامة، باعتبار ذلك شرطاً جوهرياً لنجاح العملية التعليمية وخدمة المجتمع